للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• قوله:

١٦ - «ولا يستلم الركن اليماني بفيه، ولكن بيده، ثم يضعها على فيه من غير تقبيل»

المشروع في الركن اليماني إنما هو استلامه بوضع اليد عليه في كل شوط، فإن لم يقدر على ذلك؛ فلا يشير إليه بيده كما يفعل مع الحجر الأسود.

وقد جاء عن النبي أن الحجر الأسود نزل من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن، فسودته خطايا بني آدم»، رواه الترمذي (٨٧٧) عن ابن عباس، وقال حسن صحيح، وإذا كان هذا فعل الخطايا في الحجارة؛ فكيف بفعلها في القلوب؟، قال تعالى: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (١٤)[المطفِّفين: ١٤]، وقد جاء في فضل استلام الحجر الأسود قول النبي : «والله ليبعثنه الله يوم القيامة له عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد على من استلمه بحق»، رواه الترمذي (٩٦١) عن ابن عباس وحسنه، وعلى في الحديث بمعنى اللام، وقوله بحق؛ أي إيمانا واحتسابا واقتداء بالنبي ، وقد قال عمر بن الخطاب وهو يقبله: «إني أقبلك، وأعلم أنك حجر، ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك لم أقبلك»، رواه الشيخان والترمذي، وفيه التسليم للشارع في أمور الدين، وحسن الاتباع فيما لم يكشف من معانيها، وبيان أن هذا التقبيل استثناء فلا يقاس عليه، وهي قاعدة عظيمة في اتباع النبي فيما عمله، ولو لم يعلم الحكمة فيه»، قاله بعض أهل العلم مع إضافة مني، وجاء في فضل استلام الركنين ما رواه الترمذي (٩٥٩) وحسنه عن ابن عبيد بن عمير عن أبيه أنه قال لابن عمر: «يا أبا عبد الرحمن، إنك تزاحم على الركنين زحاما ما رأيت أحدا من أصحاب النبي يزاحم عليه، فقال: إن أفعل؛ فإني سمعت رسول الله يقول: «إن مسحهما كفارة للخطايا»، وسمعته يقول: «من طاف بهذا البيت أسبوعا فأحصاه؛ كان

<<  <  ج: ص:  >  >>