أي على المسلم أن يصل قرابته المؤمنين وإن بعدوا لا فرق بين من كان منهم وارثا، ومن لم يكن كذلك، ولا بين من كان من المحارم ومن ليس كذلك، مع مراعاة ما ينبغي مع غير المحارم بين الرجل والمرأة، وقيل الصلة مطلوبة نحو الوارثين منهم فحسب، والأول هو المشهور، والصلة مطلوبة، وصله رحمه أو قطعه كما قال النبي ﷺ:«ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا انقطعت رحمه وصلها»، رواه أحمد والبخاري وأبو داود والترمذي عن ابن عمرو، وقوله انقطعت يشمل ما إذا كان ذلك من غير قصد إلى القطع، وما إذا كان مقصودا، ولهذا الأمر وسائل بحسب الحال من الزيارة وتقديمهم في الصدقة، والإهداء، وبذل المال، والقول الحسن، والمكاتبة، والاتصال بالهاتف، والاستضافة، وسؤال الغير عنهم، وقد قال الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (١)﴾ [النساء: ١]، أي اتقوا الأرحام أن تقطعوها، وقال تعالى: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾ [محمد: ٢٢]، وقال النبي ﷺ:«صلة القرابة مثراة في المال محبة في الأهل منسأة في الأجل»، رواه الطبراني في الأوسط عن عمرو بن سهيل، ومعنى مثراة أنها تثري المال وتكثره، ومنسأة من النسء وهو التأخير، أي أن صلة الرحم مظنة للمد في الأجل، وجاء هذا المعنى في قوله ﷺ:«صلة الرحم تزيد في العمر وصدقة السر تطفئ غضب الرب»، وقال ﷺ:«صلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمرن الديار ويزدن في الأعمار»، رواه أحمد عن عائشة، وقال أيضا:«من أحب أن يُبْسط له في رزقه ويُنْسَأ له في أجله فليصل رحمه»، رواه الشيخان وأبو داود والنسائي عن أنس، وقال النبي ﷺ:«أحب الأعمال إلى الله إيمان بالله ثم صلة الرحم، ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأبغض الأعمال إلى الله الإشراك بالله وقطيعة الرحم»، رواه أبو يعلى عن رجل