٢٢ - «وذكاة ما في البطن ذكاة أمه، إذا تم خلقه، ونبت شعره».
هذه ذكاة شرعية، لكنها ليست حسية، فالبهيمة إذا ذكيت وخرج من بطنها جنين ليس فيه روح فإنه يؤكل لقول النبي ﷺ:«ذكاة الجنين ذكاة أمه»، رواه أبو داود (٢٨٢٧) والترمذي وصححه وابن ماجة عن أبي سعيد، وهو في الموطإ نحوه من كلام سعيد بن المسيب، أي أن ذكاته حاصلة بذكاة أمه، ووجه ذلك أن حياته بحياتها، فتكون ذكاته بذكاتها، وهذا فيه صون المال عن الضياع، وأبعد من قال إن المعنى أن ذكاته تكون كذكاة أمه، لأن حمله على ذلك يفرغه من أي معنى، فإن هذا المعنى معروف من غير الحديث لكونه هو الأصل، ولأن الحديث ورد على سؤال يرد هذا التأويل، والمذهب أنه إنما يؤكل إذا تم خلقه، ونبت شعره، وهو من كلام سعيد المتقدم، والمراد بتمام خلقه تناهيه إلى الحد الذي ينزل عنده من بطن أمه، ولو كان ناقص يد أو رجل، أما نبات شعره فالمراد منه الجملة، لا كل الشعر، وهذا القيد لم يرد في الحديث.