العراق»، قلت (القائل بن ناجي): لم أزل أسمع بعض من لقيته يقول: إن ما ذكر الشيخ هو نص ابن حبيب في واضحته للأحاديث، فإن صح فلا اعتراض على الشيخ، لأن الرسالة لا تتقيد بالمدونة».
وقد عد القرافي الكتب التي يدور عليها مذهب مالك شرقا وغربا في سياق ذكره سبب تأليف كتاب الذخيرة، فذكر المدونة لسحنون، والتلقين للقاضي عبد الوهاب، والجواهر لابن شاس (ت: ٦١٠)، والرسالة لابن أبي زيد، والأمر الآن مختلف، فإن المعتمد الآن مختصر خليل والرسالة.
[٧ - تصديرها بالعقيدة]
وهذا أهم مميزاتها بلا شك، فإن العقيدة أساس كل الأعمال، وقد عنيت مصنفات الفقه بالأحكام العملية التي هي الفقه الأصغر كما يقولون، لأن ذلك هو موضوع علم الفقه في اصطلاحهم، فإنه معرفة الأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية، وإنما تتناول العقائد في علم آخر سماه بعضهم علم الكلام، وسماه آخرون علم أصول الدين، وتقسيم الدين إلى أصول وفروع لم يكن معروفا من قبل، فإن العبادات على هذا الرأي من الفروع، لكن ما ذا يقال في توحيد الله تعالى بها؟، وقد جعل النبي ﷺ ما أجاب به جبريل من الإيمان والإسلام والإحسان هو الدين، أو معالم الدين، ولهذا فتسمية بعض العلماء كتبهم التي ضمنوها عقيدة السلف باسم السنة والإيمان وغيرهما كما سيأتي أولى، وبعضهم يسمي العقائد الفقه الأكبر، وقبل ذلك كان علم تزكية النفوس قد فترت العناية به، ثم كثرت فيه الأقاويل، وخرج به عن حدوده، وتسمى باسم لا حاجة إليه، وبهذا انقسم هذا العلم الذي يكمل بعض مباحثه بعضا أقساما ثلاثة، وقد جمعها الإيمان والإسلام والإحسان في الحديث الصحيح، فتزعم المتكلمون الكلام على العقائد فترة ما، وكاد المتصوفة يغلبون على علم التزكية في بعض القرون، وإن عدلوا به إلى غير حقيقته، وتفرغ معظم الفقهاء للأحكام العملية، وغلب على ما كتب فيها اليبس والجفاف، حتى غدا الفقه مقصورا على الصور والأشكال، وخرج المتصوفة بالتدريج عن هدي النصوص إلى الذوق والوجد والكشف والرؤى، فوُسم الفقهاء بعلماء الظاهر، ووصف المتصوفة بعلماء الباطن، ثم قيل