للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مضاعفة الحسنات، ومغفرة الكبائر بالتوبة]

• قوله:

١٨ - «وأن الله تعالى ضاعف لعباده المؤمنين الحسنات، وصفح لهم بالتوبة عن كبائر السيئات، وغفر لهم الصغائر باجتناب الكبائر، وجعل من لم يتب من الكبائر صائرا إلى مشيئته: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء».

لما ذكر المؤلف وجوب الإيمان بالساعة والبعث ناسب أن يذكر ما بعدهما، مما يعتبران مقدمة له، ومن ذلك الجزاء على الحسنات والعقاب على السيئات، وصدور الذنب من ابن آدم كالملازم له، وقد قال النبي : «لو أنكم لم تكن لكم ذنوب يغفرها الله لكم لجاء الله بقوم لهم ذنوب يغفرها لهم» (١)، وقد جاء هذا المعنى عن عدد من الصحابة منهم عبد الله ابن عمرو، وأبو هريرة، وابن عباس ،، والذنب أعم من أن كون معصية أو غيرها، وبنذكر هنا أمورا تتعلق بهذه المسألة:

١ - رحمة الله تعالى سبقت غضبه، كما ورد في الصحيح (٢) عن النبي قال: «إن الله لما خلق الخلق كتب كتابا عنده فوق العرش: إن رحمتي تغلب غضبي».

وما في الدنيا من نعم وأفضال هو جزء من مائة جزء من رحمته سبحانه، ادخر تسعة


(١) رواه مسلم عن أبي أيوب الأنصاري.
(٢) رواه البخاري عن أبي هريرة (٧٤٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>