للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقعت (حتى) غاية؟.

قلت: بما فهم من هذا الكلام، من أن ثم انتظارا للإذن وتوقعا وتمهلا وفزعا من الراجين للشفاعة والشفعاء، هل يؤذن لهم أو لا يؤذن؟، وأنه لا يطلق الإذن إلا بعد ملي من الزمان، وطول من التربص».

وقد ثبت لنبينا محمد أنواع من الشفاعات، بلغ بها بعض أهل العلم ثمانية أنواع، ومنها:

ا - شفاعة خاصة به، وهي الشفاعة في أهل الموقف جميعا حتى يأتي الله تعالى للحكم بين خلقه، وقد ثبت ذلك في الحديث الصحيح (١) عن أبي هريرة، وأنس بن مالك، وفيه قول الله تعالى لنبيه : «يا محمد، ارفع رأسك، سل تعطه، اشفع تشفع، فأرفع رأسي،،، الحديث.

وهذه الشفاعة هي المقام المحمود المذكور في كتاب الله على الراجح من الأقوال، بل جاء المقام المحمود مفسرا في قول النبي : «المقام المحمود الشفاعة» (٢)، وهو الذي يدعو به المؤمن إذا حكى ألفاظ الأذان، فقد قال النبي : «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة» (٣).

وأذكر استطرادا أن المقام المحمود قد فسر بأن الله تعالى يجلس نبيه معه على عرشه، وهذا إن ثبت من أمور الغيب، نؤمن به ولا نخوض فيه، قال ابن جرير : وأولى القولين بالصواب ما صح به الخبر عن رسول الله أنه مقام الشفاعة، ثم قال: وهذا وإن كان هو الصحيح في القول في تأويل المقام المحمود لما ذكرنا من الرواية عن رسول الله وأصحابه والتابعين، فإن ما قاله مجاهد من أن الله يقعد محمدا على عرشه قول


(١) متفق عليه: البخاري (٤٧١٢)، ومسلم (١٩٤).
(٢) رواه أحمد وغيره عن أبي هريرة.
(٣) رواه مسلم (٨٧٥) عن عبد الله بن عمرو.

<<  <  ج: ص:  >  >>