للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأسنان، وروى اللخمي يختن يوم يطيق الختان، وانظر شرح الشيخ زروق.

أما الخفاض وهو الخفض أيضا، ويسمى ختانا كذلك؛ فهو قطع شيء يسير من الناتئ بين شفري فرج المرأة، وهي الجلدة التي كعرف الديك، وحكمه كالختان، كما صرح به القاضي عبد الوهاب في المعونة، وإنما قال المؤلف مكرمة في النساء تبعا لحديث: «الختان سنة للرجال، ومكرمة للنساء»، رواه أحمد عن والد أبي المليح، والطبراني عن شداد بن أوس وابن عباس، وقد رمز السيوطي لحسنه في الجامع الصغير، وأيده الغماري في المداوي، وضعفه الألباني ، وقد روى أبو داود (٥٢٧١) عن أم عطية الأنصارية أن امرأة كانت تختن بالمدينة فقال لها النبي : «لا تنهكي، فإنه أحظى للمرأة، وأحب إلى البعل»، ضعفه أبو داود بجهالة محمد بن حسان، وصححه الألباني، وفي حديث أنس بن مالك أنه قال لأم عطية: «إذا خفضت فأشمي، ولا تنهكي، فإنه أسرى للوجه، وأحظى للزوج»، انظر الصحيحة (٧٢١)، وأشمي من الإشمام، وهو الاقتصار على قطع شيء يسير، وهو أدنى جزء من جلدة أعلى الفرج، شبهه بشم الرائحة، وأكده بالنهي عن ضده، وهو الإنهاك، أي المبالغة في القطع، وقوله أحظى للزوج لعل المراد أحظى عنده، من الحظوة، وهي المكانة والمنزلة، وفي النهاية يقال حظيت المرأة عند زوجها؛ إذا سعدت به ودنت من قلبه وأحبها، وقوله أسرى للوجه، أي أشرق له، فكأنه يُسرى عنه به فيُكسى جمالا وبهاء.

وقد اختلف في ختان المرأة هل هو مشروع للنساء قاطبة، أو هو خاص بنساء المشرق لوجود تلك الفضلة فيهن كما قالوا دون نساء المغرب!، قال زروق: وهو في نساء المشرق لا في نساء المغرب، ونقله علي الصعيدي العدوي عن غيره.

قلت: لا أحسب إلا أن الأمر على العموم، ثم ينظر هل هناك فرق في هذا بين نساء المشرق ونساء المغرب؟، واسأل عن مصر من أي الجهتين هي؟.

لقد رأيتَ ما جاء في الحديث من كون الخفاض مكرمة ومن كونه أحظى للزوج والزوجة، وأسرى للوجه، فهو سبب لكمال لذة الزوجين، وفيه وفي الختان تخفيف الشبق الجنسي لدى المرأة والرجل، قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (٢١/ ١١٤): «والمقصود

<<  <  ج: ص:  >  >>