٠٧ - «وإذا وقع الوباء بأرض قوم فلا يقدم عليه ومن كان بها فلا يخرج فرارا منه».
الوباء هو الطاعون أي المرض العام الذي ينتقل ويعدي بمشيئة الله تعالى، ويسرع الموت بسببه، وما ذكره العلماء من تحديده بفرد معين من الادواء وصفوه، فهذا بحسب علمهم، وقد ظهر في العصر الحديث أنواع منه لكل منها اسم كوباء الكوليرا، والسيدا وغيرها، ومنها الأوبئة التي تنتقل في الحيوان كأنفلوانزا الطيور، وأنفلوانزا الخنازير، والقرائن قائمة على أن بعض الجهات قد تنشر هذه الأمراض لتروج لدواء أو لقاح تجني من ورائه أموالا طائلة، وما هذا بمستغرب على الكفار الذين سخروا العلم الذي توصلوا إليه لإفساد الخلق، كما يفعلون بالنباتات والحبوب التي يعقمونها حتى لا تنتج، فيشتري الناس الحبوب للأكل، ولا يتمكنون من بذرها، كي يظلوا في تبعية اقتصادية، وهكذا رميهم بعض المحاصيل وغيرها وإحراقها حتى يحافظوا على ارتفاع الأسعار.
وقد جاء في الطاعون حديث عبد الرحمن بن عوف ﵁ قال سمعت رسول الله ﷺ يقول:«إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوا عليه، وإذا وقع وأنتم بأرض فلا تخرجوا منها فرارا منه»، رواه مالك والشيخان، وهو حديث طويل جاء في سفر عمر بن الخطاب إلى الشام فلما بلغه حدوث طاعون عمواس استشار المسلمين، فاختلفوا، ورأى المهاجرون أن يرجع، فلما عزم على ذلك قال له أبو عبيدة:«أفرارا من قدر الله»؟، قال:«لو غيرك يا أبا عبيدة قالها، نفر من قدر الله إلى قدر الله»، فأخبره عبد الرحمن بن عوف بهذا الحديث، ومعنى ما قاله عمر؛ أننا مهما اتخذنا من الأسباب، فإننا لا نخرج عما قدره الله وشاءه، والأسباب من جملة ذلك.
قال ابن عبد البر في الاستذكار مبينا وجه اختلاف الصحابة في المسألة قبل أن يبلغهم