٢٢ - «وعند الخلاء تقول الحمد لله الذي رزقني لذته وأخرج عني مشقته وأبقى في جسمي قوته».
هذه ثلاثة أمور يذكرها المؤمن إذا خرج من الخلاء ليستحضر نعمة الله عليه حيث جمع له في أكله بين تذوقه والتلذذ بطعمه، فإذا نزل إلى بطنه حصلت منه فضلات لو بقيت فيه أضرت به، فيذكر تيسير الله تعالى له خروجها، ويستحضر مع ذلك أنه أبقى له في جسمه ما ينفعه من الطعام بعد ذوبانه، بما ركب الله فيه من الأجهزة ليغدو صالحا للتحول إلى طاقة وقوة، لكن ترتيب هذا الدعاء محتاج إلى دليل، وقد جاء معنى ما قاله فيما رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة عن ابن عمر قال كان رسول الله ﷺ إذا دخل الخلاء قال:«اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم، وإذا خرج قال: «الحمد لله الذي أذاقني لذته وأبقى في قوته، وأذهب عني أذاه»، قاله في مسالك الدلالة.
قلت: وروى منه ابن ماجة شطره الأول عن أبي أمامة، وروى ابن ماجة عن أنس أن النبي ﷺ كان إذا خرج من الخلاء قال:«الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني»، وهي ضعيفة، والرجس المستقذر المكروه، والخبيث مَنْ خُبْثُهُ منه، والمخبث مَنْ خُبْثُهُ مِنْ غيره، أو هو من يجعل غيره خبيثا مثله.
والدعاء الثابت هو ما رواه أحمد وأصحاب السنن عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت:«كان رسول الله ﷺ إذا خرج من الغائط يقول: «غفرانك»، ووجه استغفاره حينئذ انقطاعه عن ذكر الله وهو على تلك الحال التي لا بد منها، مما يدل على أهمية المداومة على الذكر.