١٧ - «وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من يموت، كما بدأهم يعودون».
المراد أن الإيمان يجب بقيام الساعة، وبعث الأموات، فالإيمان بأن لهذا العالم نهاية وآخرا هو أحد أركان الإيمان المذكورة في حديث جبريل، حيث قال النبي ﷺ:«واليوم الآخر»، وسمي آخرا باعتبار أن الدنيا قبله فهي الأولى، وبعث الأموات داخل في جملة الإيمان باليوم الآخر.
فأما الساعة فتطلق على المدة من الزمان كما في حديث الذهاب إلى المسجد في إحدى الساعات الستة يوم الجمعة، كما تطلق على المدة القليلة من الزمن، وتطلق في العرف على زمن محدد هو جزء من أربعة وعشرين جزءا من مجموع الليل والنهار.
والمراد هنا معنى الساعة في عرف الشرع، وهو الوقت الذي يأذن الله تعالى فيه بنهاية العالم وخرابه، ولا يعلمه غير الله، ويسمى اليوم الآخر، ويوم القيامة، وله أسماء كثيرة ذكر طرفا منها صاحب الفواكه الدواني فانظره، وسمي كذلك لمفاجأته وسرعة وقوعه، وقد اجتمع ذكر الساعة مرادا به المدة القليلة من الزمن، والساعة بمعنى نهاية العالم في قوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ﴾ [الروم: ٥٥].
وقد استأثر الله تعالى بعلم الساعة كما قال: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ﴾ [الأعراف: ١٨٧]، وهي من جملة مفاتيح الغيب الخمسة التي لا يعلمها إلا الله، ذكرت مجملة في سورة الأنعام في قوله تعالى: ﴿وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ