أكرر هنا ما ذكرته قبل من أن جل شارحي هذه الرسالة شرحوا عقيدتها على طريقة الخلف، وهي تأويل النصوص التي توهم التشبيه كما يظنون، طلبا منهم للتنزيه كما يزعمون، ومنهم الشيخ زروق وابن ناجي وأبو الحسن وابن غنيم وغيرهم، وسلك القليل منهم طريقة السلف، وهي إمرار النصوص كما هي من غير تأويل، ومنهم القاضي عبد الوهاب، ومحمد ابن موهب المقبري، وبعض المتأخرين، فهذه منزلة التأويل.
وهناك منزلة أخرى، وهي البحث عن وجه من الإعراب لكلام المصنف يماشي ما يراه الشارح، أو القول بالوقف على جملة معينة بدل وصلها بما بعدها، حتى يؤخذ منها معنى مختلف فيما لو وصلت.
وأخطر هذه المنازل هو تغيير كلام المصنف بإدخال الزيادة فيه والنقص، لتمرر العقائد بواسطته، وكل هذا جرى لرسالة ابن أبي زيد كما نال غيرها من العقائد، وستمر بك أمثلة عنه.
قال الشيخ بكر أبو زيد ﵀ في تقديمه للرسالة مع نظمها للشيخ أحمد بن مشرف الإحسائي:»،،، ولا يستنكر هذا، فإن المذهب ينتسب إليه طوائف مخالفون لصاحب المذهب في كثير من مسائل الاعتقاد، كما حصل في المنتسبين إلى الأئمة الأربعة، ومن أمثلة ذلك كتاب الفقه الأكبر المنسوب إلى أبي حنيفة ﵀، فقد شرحه أبو منصور الماتريدي وغيره، فمشوا فيه على التأويل، والله المستعان».
وأقتصر في ذكر التأويل الذي أدخل على عقيدة ابن أبي زيد وهو كثير على مثالين:
أولهما: قول الشيخ زروق وهو يشرح قول المؤلف: «وأنه فوق عرشه المجيد بذاته»، قال: «يريد فوقية معنوية، كما يقال السلطان فوق الوزير، والمالك فوق المملوك،