مشروعية ذلك لإظهار العناية من الشيخ بتلميذه، وفيه رد على من أنكر شد اليد باليدين معا، وقد علق البخاري قائلا:«وصافح حماد بن زيد ابن المبارك بيديه».
وفي سنن الترمذي عن أنس بن مالك قال، قال رجل:«يا رسول الله الرجل يلقى أخاه أو صديقه أينحني له»؟، قال:«لا»، قال:«أفيلتزمه ويقبله»؟، قال:«لا»، قال:«أفيأخذ بيده ويصافحه»؟، قال:«نعم»، وقد ضعّفه الألباني بلفظ «أفيلتزمه»، وقال بعضهم بجواز الانحناء إذا لم يصل إلى حد الركوع الشرعي وهو مردود بالنص، ولأنه من التشبه بالكفار، وفي سنن أبي داود عن أنس أن النبي ﷺ قال:«أقبل أهل اليمن وهم أول من حيانا بالمصافحة».
والمقصود أن المصافحة من جملة التحية، أو هي من تمامها، وقد جاء ذلك في حديث الترمذي عن أبي أمامة عن النبي ﷺ قال:«تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على جبهته، أو قال على يده، فيسأله كيف هو؟، وتمام تحيتكم بينكم المصافحة»، قال الترمذي: هذا إسناد ليس بالقوي»، وضعفه الألباني، وروى أيضا عن ابن مسعود قال، قال رسول الله ﷺ:«من تمام التحية الأخذ باليد»، وقال:«هذا حديث غريب»، انتهى، وهو ضعيف، ولو صحّ لكان فيه حجة على المصافحة عند الافتراق أيضًا، وقد كان أصحاب النبي ﷺ يقرأ بعضهم على بعض قبل الافتراق سورة العصر.
فالمصافحة مشروعة عند الالتقاء، وتكرر إذا فارق المؤمن أخاه ثم التقيا، أما من كان جالسا بجانبك في المسجد حتى إذا سلمت من صلاتك صافحته فليس كما ينبغي، وكثيرا ما يقطع بعضهم على المرء الذكر الذي هو فيه، وقد رأيت بعضهم يقوم إلى بعض بعد الصلاة فيتصافحون، فهذا لا ينبغي ترتيبه، ولكن لا يصح أن يغلظ القول لفاعله لأنه ما أراد إلا الخير، فليعلم برفق، ومما اعتاده الساسة وغيرهم أنهم يتصافحون في ختام الجلسة لإظهار التوافق وتمام التفاهم وهذا ليس بشيء!!!.