ما ذكره هنا من المحرمات؛ يرجع إلى أحد أركان النكاح، وهو المحَل، أعني
خلو الزوجين من موانعه، ومن الموانع أن يكون بين من يريدان التزاوج علاقة محرمية، بنسب، أو رضاع، أو مصاهرة، ونحن إذا لم نقف على علة هذا التحريم، وما يترتب
عليه من المفاسد؛ سمعنا وأطعنا، فإن علمنا من علل الأحكام شيئا لم نكن نعلمه، أو تبين لنا بعض الحكمة مما كنا نجهله؛ فلا ضير علينا إن التمسنا ذلك وذكرناه، فإن النفس مفطورة على السكون أكثر إلى ما علل، وعلى الاطمئنان إلى ما تبيّنت لها الحكمة منه، وحسبك أن الملائكة الكرام وهم من هم في طاعة الله والإذعان له سألوه سبحانه عن الحكمة من جعل خليفة في الأرض، لكن المؤمن ينبغي له أن يجزم بأن ما حرم فيه مفسدة اطلع عليها أو لا، وقد قال سبحانه: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ