والإيمان بالرسل أحد أركان الإيمان الستة، فينبغي الإيمان بأن الله أرسل إلى خلقه رسلا، بعضهم ذكرهم في كتابه وقصهم على رسوله، وبعضهم لم يذكرهم كما قال: ﴿وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ﴾ [النساء: ١٦٤]، وقال: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ﴾
[غافر: ٧٨].
وقد شاع في تعريف الرسول أنه إنسان حر ذكر من بني آدم أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه، وأن النبي مثله؛ غير أنه لم يؤمر بالتبليغ، وجمهور العلماء على النبوة للرجال دون النساء كما هو واضح في تعريف النبي.
والنبوة إما من النبإ وهو الخبر، لأن النبي يخبر بما لا يخبر به غيره، وإما من النبوة وهي ما ارتفع من الأرض، والمراد الرفعة، وكل من الرفعة والإنباء في النبي، فإنه المنبأ من الله بأمر يقتضي تكليفا، فإن أمر بتبليغه إلى غيره فهو رسول، وإلا فهو نبي غير رسول، هكذا قالوا.
وقيل إن الرسول هو الذي يوحى إليه بشرع جديد، بخلاف النبي فإنه يبعث لتقرير شرع من قبله، وليس ببعيد أن يكون هذا أغلبيا، كما هو الشأن في أنبياء بني إسرائيل، قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا﴾ [المائدة: ٤٤]، فإن فيه دليلا على أنهم لم يوح إليهم بشرع جديد، إذ التوراة أنزلت على موسى عليه ﷺ.
لكن نبينا محمدا ﷺ قد خوطب في الفترة التي كان فيها رسولا بهذا الوصف، حتى قال بعضهم إن النبوة والرسالة بمعنى واحد، بل مال العز بن عبد السلام إلى تفضيل النبوة على الرسالة، كما أشار إليه السخاوي في فتح المغيث:(١/ ٢٠)، ومن هذه النداءات قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ﴾ [الأحزاب: ١]، ومنها ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ