للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• قوله:

٢٦ - «ثم يقيم بمنى ثلاثة أيام، فإذا زالت الشمس من كل يوم منها؛ رمى الجمرة التي تلي منى بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة، ثم يرمي الجمرتين كل جمرة بمثل ذلك، ويكبر مع كل حصاة، ويقف للدعاء بإثر الرمي في الجمرة الأولى والثانية، ولا يقف عند جمرة العقبة، ولينصرف».

أي يقيم بمنى ثلاثة أيام بلياليها، فإن ترك المبيت بها جل ليلة؛ فعليه هدي، وأيام منى الثلاثة ذكرها الله تعالى في كتابه إذ قال: ﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى﴾ [البقرة: ٢٠٣]، وبعضها هو المراد عند أهل العلم على أحد القولين في قوله سبحانه: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾ [الحج: ٢٨] ومن جملة ذكره الذي أمر به رمي الجمار، وما يصحب ذلك من التكبير، والدعاء الذي بعد الجمرتين، والتكبير أدبار الصلوات وغيرها، والرمي وغيره من المناسك إنما شرع لذكر الله وقد رُوي عن النبي أنه قال: «إنما جعل الطواف بالبيت، وبالصفا والمروة، ورمي الجمار لإقامة ذكر الله»، رواه أبو داود (١٨٨٨) والترمذي (٩٠٢) عن عائشة، وهو ضعيف.

فإن قيل: إن غير الطواف والسعي ورمي الجمار من العبادات إنما تفعل لذكر الله، فما وجه اختصاص هذه به؟، فالجواب: أن هذه العبادات أبيح فيها الكلام، وفيها أعمال غير معهودة كالرملان، والاضطباع، وتقبيل الحجر، ورمي الجمار، والمكث في أماكن معينة في زمن معين مما يشبه الأعمال العادية، فقد يتمسك الفاعل بالصورة والشكل، ويغفل عن المقصود، فكان هذا بيانًا للغرض من هذه الأعمال حتى لا تغدو مجرد أشكال

<<  <  ج: ص:  >  >>