عيدا الفطر والأضحى هما عيدا المسلمين، كما أن يوم الجمعة سمي عيدا، ليس للمسلمين غير هذا، والعيدان يأتيان بعد عبادتي الصيام والحج، وفي ذلك إشارة إلى أن الفرح الحق إنما يكون بطاعة الله تعالى كما قال سبحانه: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (٥٨)﴾ [يونس: ٥٨].
والأعياد مما تتميز به شخصية الأمم، ولذلك بت النبي ﷺ في أوائل العهد المدني في هذا الأمر، فقد روى النسائي أول كتاب صلاة العيدين بإسناد صحيح عن أنس قال:«كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما، فلما قدم النبي ﷺ المدينة؛ قال: «كان لكم يومان تلعبون فيهما، وقد أبدلكم الله بهما خيرا منهما يوم الفطر، ويوم الأضحى»، وهو في سنن أبي داود (١١٣٤)، فلا يجوز أن يطلق اسم العيد على غير ما هو في الشرع كذلك، لما فيه من لبس الحق بالباطل، وقلب الحقائق، وليس هناك مناسبة عامة يشترك المسلمون فيها بإظهار الفرح والسرور غيرهما، أما أعياد غير المسلمين فالمطلوب هو مخالفة أصحابها فيها، لا متابعتهم عليها كما هو واقع بعض المسلمين، وقد كان النبي ﷺ يصوم السبت والأحد، ويقول:«إنهما يوما عيد للمشركين وإني أحب أن أخالفهم»، رواه النسائي والبيهقي والحاكم وصححه عن أم سلمة -رضي الله تعالى عنها-، وانظر التلخيص الحبير (ح/ ٩٣٨).
وقد عمّ في هذا العصر إطلاق اسم العيد على كثير من المناسبات الخاصة بالأفراد، كالمواليد والوفيات ونحوها، والتي تخص بلد ما، أو تعم البلدان، ودفع الناس إلى هذه التسميات التشبه بالكفار، وإرضاء فئات معينة من الناس، ودعوى الاهتمام بشيء ما، وأنت تعلم أن الاهتمام بما يتعين الاهتمام به لا يتوقف على إحداث مناسبة سنوية له، وقد سئل عبد الله بن عمر عن أول من سمى العشاء العتمة؛ فقال الشيطان، فليكن المسلم من هذا على حذر.