كان من الغد قال:«صلوا على صاحبكم»، فصلى عليه رسول الله ﷺ والناس»، وقد يختلف الأمر بحسب المقام كأن يتوب مرتكب ما يستوجب الحد ويعترف فيصلي عليه الفاضل، ويترك الصلاة على غيره ممن لم يقع منه ذلك.
والظاهر أن الفاضل هنا هو من شأنه أن يحصل الانزجار بتركه الصلاة على من ذكر، ومن لم يكن معروفا بين الناس بالعلم، أو بالفضل أو بالتقديم؛ لا يحصل بتركه الصلاة شيء من ذلك، ولو كان ذا هيئة حسنة شرعية، أو فاضلا غير معروف في الناس، فهذا خير له أن ينفع أخاه بالدعاء له، وينفع نفسه بحصول الأجر، والله أعلم.
قال خليل عن مكروهات الجنازة ممزوجا بقول شارحه أحمد الدردير:«وكره صلاة فاضل بعلم أو عمل، أو إمامة على بدعي ردعا لمن هو مثله، أو مظهر كبيرة كزنا وشرب خمر، إن لم يخف عليهم الضيعة،،،».
وفي المدونة: أرأيت قتلى الخوارج أيصلى عليهم؟، فقال: قال مالك في القدرية والإباضية: «لا يصلى على موتاهم، ولا يتبع جنائزهم، ولا تعاد مرضاهم، فإذا قتلوا فذلك أحرى عندي أن لا يصلى عليهم»، قال زروق:«قال سحنون أدب لهم، فإن خيف عليهم الضياع غسلوا وصلي عليهم، وقال ابن عبد الحكم يصلى عليهم ابتداء».