٢٨ - «وأن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، وأرواح أهل السعادة باقية ناعمة إلى يوم يبعثون، وأرواح أهل الشقاوة معذبة إلى يوم الدين».
قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (١٥٤)﴾ [البقرة: ١٥٤]، فنهى أن يقال عمن قتلوا في سبيل الله إنهم أموات، كما نهى عن اعتبارهم أمواتا، قال تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (١٦٩)﴾ [آل عمران: ١٦٩]، وقد اختلف الناس في تفسير هذه الحياة، حتى قال بعضهم إنها ما يكون لهم من الذكر الطيب وحسن الأحدوثة، وجعلها بعضهم حياة مادية كحياة الناس، والمجزوم به من هاتين الآيتين أنهم يختلفون فيما بعد الموت عن غيرهم من الناس، وحيث إن جميع من يموت؛ روحه باقية بعد مغادرة جسده، فلو كانت حياة الشهداء حياة روحية بحتة لما كان لهم هذه المزية، وحيث إن هذا أمر غيبي فيسلم له، ولا يبحث عن كيفيته، والله أعلم.
ومما جاء في حياتهم هذه قول النبي ﷺ:«أرواح الشهداء في جوف طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل»(١)، قال مسروق أنا سألت عبد الله عن هذه الآية فقال: أما أنا فقد سألت عن ذلك رسول الله ﷺ فذكره.
فإن قيل جاء في حديث كعب بن مالك أن النبي ﷺ قال: «إنما نسمة المؤمن طائر