للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعلق في شجر الجنة، حتى يبعثه الله إلى جسده يوم يبعثه» (١)، وفي حديث أم هانئ -رضي الله تعالى عنها- أنها سألت رسول الله : «أنتزاور إذا متنا ويرى بعضنا بعضا»؟، فقال رسول الله : «تكون النسم طيرا تعلق بالشجر، حتى إذا كانوا يوم القيامة دخلت كل نفس في جسدها» (٢)، فأي مزية للشهداء على بقية المؤمنين؟، فالجواب أن الفرق واضح بين المنزلتين المذكورتين لكل منهما في الحديثين، فأرواح الشهداء تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش، وهذه منزلة رفيعة، وأرواح بقية المؤمنين تعلق أي تأكل في شجر الجنة، قال ابن القيم في النونية:

لكن أرواح الذين استشهدوا … في جوف طير أخضر ريان

فلهم بذاك مزية في عيشهم … ونعيمهم للروح والأبدان

بذلوا الجسوم لربهم فأعاضهم … أجسام تلك الطير بالإحسان

ولها قناديل إليها تنتهي … مأوى لها كمكامن الإنسان


(١) رواه مالك وأحمد (١٥٧٧٨)، وهو في «صحيح الجامع» الصغير (٢٣٧٣).
(٢) رواه أحمد والطبراني، وهو في «الصحيحة» برقم (٦٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>