٣٥ - «وأقل الشفع ركعتان، ويستحب أن يقرأ في الأولى بأم القرآن و (سبح اسم بك الأعلى)، وفي الثانية بأم القرآن و (قل يا أيها الكافرون)، ويتشهد ويسلم، ثم يصلي الوتر ركعة يقرأ فيها بأم القرآن و (قل هو الله أحد)، والمعوذتين، وإن زاد من الأشفاع جعل آخر ذلك الوتر».
الشفع جمعه أشفاع هو الزوج، فإذا صلى المرء راتبة العشاء، وأراد أن يكتفي بذلك من صلاة الليل؛ فليوتر بعدهما، ويقرأ في الركعات الثلاثة بما ذكره المؤلف، لقول أم المؤمنين عائشة -رضي الله تعالى عنها-: «كان النبي ﷺ يقرأ في الوتر: في الأولى (سبح اسم ربك)، وفي الثانية (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثالثة (قل هو الله أحد) و (المعوذتين)»، رواه أبو داود (١٤٢٤) والترمذي، لكن الظاهر من قولها «يقرأ في الوتر»؛ أنها تعني ثلاث ركعات متصلات، لأنها بذلك القيد يصدق عليها كونها وترا، وإلا لكان موترا بواحدة، فتكون قراءة هذه السور في هذا الحديث خاصة بمن أوتر بثلاث متصلات، وليس في المذهب الإيتار بثلاث، وقد قوى هذا الظاهر ما في رواية النسائي من زيادة:«ولا يسلم إلا في آخرهن»، لكن هذا الذي رأيته قد يرده ما رواه الدارقطني في سننه (١٠) في (الوتر بخمس أو ثلاث،،،) من حديث عائشة، فإن فيه التصريح بالفصل مع قراءة تلك السور.
والوتر يطلق تارة على مجموع صلاة الليل، كما هو ظاهر قول النبي ﷺ:«أوتروا يا أهل القرآن»، رواه الترمذي (٤٥٧) عن علي بن أبي طالب ﵁، ويطلق أخرى على ما تختتم به صلاة الليل، كما في قوله ﷺ:«لا وتران في ليلة»، رواه أبو داود (١٤٣٩) والترمذي (٤٧٠) عن طلق بن علي، وقوله ﷺ:«اجعلوا آخر صلاتكم من الليل وترا»، متفق عليه من حديث ابن عمر، وهو في سنن أبي داود (١٤٣٨)، والله أعلم.
وفي المجموعة قال ابن نافع عن مالك: إن الناس ليلتزمون في الوتر قراءة قل هو الله