١٩ - «ثم يخرج يوم التروية إلى منى، فيصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح، ثم يمضي إلى عرفات».
التروية بفتح التاء وسكون الراء وكسر الواو والياء المخففة، يومها هو اليوم الثامن من ذي الحجة، سمي كذلك لأنهم كانوا يعدون فيه الماء ليخرجوا به، إذ كان مفقودا بتلك المواضع، فهو من الري بفتح الراء الذي هو سقي الماء، وقد وصل الماء إلى تلك الأماكن منذ عهد هارون الرشيد، قال الحافظ في الفتح (٣/ ٦٤٠): «وقد روى الفاكهي من طريق مجاهد قال، قال عبد الله بن عمر: «يا مجاهد، إذا رأيت الماء بطريق مكة، ورأيت البناء يعلو أخاشبها فخذ حذرك»!.
وقد ثبت هذا الخروج في حديث جابر قال: «لما كان يوم التروية؛ توجهوا إلى منى، فأهلوا بالحج، وركب رسول الله ﷺ، فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم مكث قليلا، حتى طلعت الشمس، وأمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة،،، الحديث، رواه مسلم، وجاء أيضا عند البخاري (١٦٥٣) من طريق عبد العزيز بن رفيع قال: سألت أنس بن مالك ﵁ قلت: أخبرني بشيء عقلته عن النبي ﷺ أين صلى الظهر والعصر يوم التروية؟، قال بمنى،،، الحديث، ونحوه في الموطإ (٩٠٧) موقوفا على عبد الله بن عمر.
واعلم أن المتمتع الذي لم يجد الهدي؛ يتعين عليه أن يحرم قبل يوم التروية ليتمكن من صوم ثلاثة أيام في الحج، إذ المراد بالحج في الآية على المذهب الإحرام به من المتمتع لا زمانه، ولو أحرم يوم التروية؛ لما بقي له غير يومين، فيصوم بعض أيام التشريق، ومعلوم أن صومها إنما هو كالترخيص لمن لم يصم قبل العيد فتنبه.
والمبيت بمنى ليلة التاسع قيل هو مستحب، وقيل مسنون، وعليه فمن لم يصل بها الظهر والعصر وبات بها؛ فلا دم عليه باتفاق في المذهب، ومن لم يبت كره له ذلك، ولا دم على المشهور،