للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• قوله: ٣٧ - «وصلى الله على سيدنا محمد نبيه، وعلى آله وأزواجه وذريته، وسلم تسليما كثيرا».

ختم المؤلف هذه العقيدة كما بدأها بالصلاة والتسليم على النبي ، وختم بذلك كتابه أيضا، وقد جرى على ذلك بعض أهل العلم في مؤلفاتهم وفتاويهم، وقد أخبر الله تعالى أنه هو وملائكته يصلون على النبي، وأمر بالصلاة والتسليم عليه، فيجتمع الثناء عليه والدعاء، من أهل الأرض وأهل السماء، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (٥٦)[الأحزاب: ٥٦].

وهذا الأمر مطلق، وأقل أحواله أن يكون مستحبا، وقد قال رسول الله : «من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا» (١)، فهذا على الإطلاق.

وقد شرعت الصلاة عليه في بعض المواطن بالنص كما في التشهد وجوبا عند بعض، وندبا عند جهمور العلماء، والظاهر الأول، وكما في الدعاء، فقد قال رسول الله : «كل دعاء محجوب حتى يصلى على النبي » (٢)، ومثله دخول المسجد والخروج منه فقد روى ذلك مسلم (٣) عن أبي حميد أو أبي أسيد عن النبي قال: «إذا دخل أحدكم المسجد؛ فليسلم على النبي ، ثم ليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك، فإذا خرج فليقل اللهم إني أسألك من فضلك»، ومن ذلك الصلاة عليه عقب الأذان، وسؤال الله تعالى له الوسيلة، واستحباب الإكثار من الصلاة عليه يوم الجمعة، وما جاء في ذم المجلس الذي لا يصلى فيه عليه.


(١) رواه أحمد ومسلم (٤٠٨) عن أبي هريرة.
(٢) رواه في مسند الفردوس عن أنس وهو حديث حسن كما في «صحيح الجامع» ٤٥٢٣).
(٣) رواه مسلم (٧١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>