للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حسن بعضها النووي، وقد ألف المحدث أحمد بن محمد بن الصديق الغماري رسالة في الرد على من صحح الحديث، وقال في المداوي عن حديث: «كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم أقطع»: «إنه باطل موضوع»، انتهى.

لكن جاء في افتتاح الخطبة ما رواه أبو داود والترمذي عن أبي هريرة عن النبي قال: «كل خطبة لا تشهد فيها فهي كاليد الجذماء» (١)، كما أن ابتداء الرسائل بالبسملة أمر ثابت، وحسبنا من ذلك أن النبي افتتح رسالته إلى هرقل ملك الروم بالبسملة كما في الصحيح، وقد افتتح القرآن بالبسملة والحمدلة معا، وعلماء المسلمين من عهود قديمة يفعلون ذلك في مقدمة كتبهم، كما هو عمل البخاري وغيره، خلا ما كان منها شعرا.

قال الألباني (٢) معلقا على حديث التشهد أول الخطبة: «ولعل هذا هو السبب أو على الأقل من أسباب عدم حصول الفائدة من كثير من الدروس والمحاضرات التي تلقى على الطلاب أنها لا تفتتح بالتشهد المذكور، مع حرص النبي البالغ على تعليمه أصحابه،،،»، انتهى.

ثم ذكر المصنف أمورا هي من جملة ما يحمد الله عليه، ويعبد من أجله، كما قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (٢١)

[البقرة: ٢١].

وفي الحديث: «أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه» (٣).

أولها: نعمة الخلق، فإنها أول نعم الله على الإنسان، إذ خلق الله تعالى آدم أبا البشرية من طين، ثم تناسلت منه ذريته، قال تعالى: ﴿الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (٧) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (٨) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (٩)[السجدة: ٧ - ٩]، وقال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (٦) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (٧)[الانفطار: ٦ - ٧)].


(١) لفظ أبي داود (٤٨٤)، وقال الترمذي: حسن غريب، وهو في «الصحيحة».
(٢) «سلسلة الأحاديث الصحيحة» الحديث (١٦٩).
(٣) طرف حديث عن ابن عباس حسنه الترمذي (٣٧٨٩) وصححه الحاكم، وضعفه الألباني.

<<  <  ج: ص:  >  >>