١٧ - «وقد قال رسول الله د من توضأ فأحسن الوضوء، ثم رفع طرفه إلى السماء فقال: «أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عده ورسوله»؛ فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء»، وقد استحب بعض العلماء أن يقول بإثر الوضوء: اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين».
الدعاء الأول الذي ذكره رواه أحمد ومسلم وأبو داود (١٦٩) وغيرهم عن عمر ابن الخطاب ﵁، لكن ما قاله المؤلف من رفع الطرف زيادة لم تثبت، والمراد بالطرف بسكون الراء البصر، ولا يشرع رفع البصر في الصلاة إلى السماء، لورود النهي عن ذلك.
والدعاء الثاني جاء في حديث الترمذي (٥٥) عن عمر بن الخطاب أيضا قال، قال رسول الله ﷺ:«من توضأ فأحسن الوضوء، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين، فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء»، وقد أعله الترمذي بالاضطراب والانقطاع، وصححه الألباني.
ولنذكر في ختام الوضوء التمندل، وهو تجفيف الأعضاء، قال ابن القاسم في العتبية عن مالك (النوادر ١/ ٢١): «لا بأس أن يمسح وجهه بخرقة من ماء الوضوء، وإني لأفعله»، قيل: نهى عنه بلال بن عبد الله بن عمر!!، فأنكر ذلك وقال: ولو قاله بلال، أيؤخذ ذلك منه؟، وقد ورد في جواز التمندل الحديث الذي رواه الترمذي (٥٣) عن عائشة قالت: «كان لرسول الله ﷺ خرقة ينشف بها بعد الوضوء»، قال الترمذي ليس بالقائم، وفي تحفة الأحوذي نقلا عن عمدة القاري قال: وروى النسائي في الكنى بسند صحيح عن أبي مريم