للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مقدمة المؤلف]

• قوله:

١ - «الحمد لله الذي ابتدأ الإنسان بنعمته، وصوره في الأرحام بحكمته، وأبرزه إلى رفقه وما يسره له من رزقه، وعلمه ما لم يكن يعلم وكان فضل الله عليه عظيما، ونبهه بآثار صنعته، وأعذر إليه على ألسنة المرسلين الخيرة من خلقه، فهدى من وفقه بفضله، وأضل من خذله بعدله، ويسر المؤمنين لليسرى، وشرح صدورهم للذكرى، فآمنوا بالله بألسنتهم ناطقين، وبقلوبهم مخلصين، وبما أتتهم به رسله وكتبه عاملين، وتعلموا ما علمهم، ووقفوا عند ما حد لهم، واستغنوا بما أحل لهم عما حرم عليهم».

ابتدأ بالثناء على الله تعالى، وهو الإخبار بأن جميع المحامد مستحقة له، والمراد إنشاء الحمد، وذلك اقتداء بما في الكتاب الكريم المفتتح بسورة الحمد: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، وبما فيه من حمد الله تعالى نفسه حين ذكر خلقه السموات والأرض، فقال: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ﴾ [أول سورة الأنعام]، وأخبر أنه سبحانه يحمده الخلق حين يتم فصل القضاء بين العباد، فقال: ﴿وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [آخر سورة الزمر]، وأخبر أن له الحمد في الدنيا والآخرة فقال: ﴿لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [القصص: ٧٠].

وقد جاءت أخبار في ابتداء الأمور ذوات البال ببسم الله، وبالحمد لله، وبذكر الله، فقال العلماء إن المراد الافتتاح بمطلق ذكر الله، لكن لم يصح من هذه الأخبار شيء، وإن

<<  <  ج: ص:  >  >>