للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• قوله:

٢١ - «ويستحب الذكر بإثر الصلوات: يسبح الله ثلاثا وثلاثين، ويحمد الله ثلاثا وثلاثين، ويكبر الله ثلاثا وثلاثين، ويختم المائة بلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير».

هذا من جملة ما ورد بعد السلام من الأذكار، لكن جاء عن النبي ما الظاهر أنه كان يقوله قبل هذا الذي ذكره، ومن ذلك أنه كان إذا انصرف من صلاته قال: «أستغفر الله، استغفر الله، أستغفر الله»، وقال: «اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام»، رواه مسلم (٥٩١) وأبو داود (١٥١٣) عن ثوبان ، والسلام من أسماء الله ، وقوله: «ومنك السلام»؛ أي الأمان والسلامة لا يكونان إلا منك وبقدرتك ومشيئتك، وهو احتراس من أن يظن أن وصف الله تعالى بالسلام كوصف غيره به، وتباركت تكاثرت صفات جلالك وتعاظمت، والجلال العظمة، والإكرام الإحسان، وروى الشيخان (خ/ ٨٤٤) وأبو داود (١٥٠٥) عن وراد مولى المغيرة بن شعبة أن معاوية كتب إلى المغيرة بن شعبة: أي شيء كان رسول الله يقول إذا سلم من الصلاة؟، فأملاها المغيرة عليه (يعني على وراد مولاه) وكتب إلى معاوية: «كان رسول الله يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد»، والجد بفتح الجيم؛ هو الغنى وقيل الحظ، أي لا ينفع ذا الحظ عندك حظه وغناه، وروى أبو داود (١٥٢٢) وغيره عن معاذ أن رسول الله أخذ بيده، وقال له يا معاذ، والله إني لأحبك،، والله إني لأحبك، فقال: «أوصيك يا معاذ: لا تدعن دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك».

أما ما ذكره من التسبيح وغيره فينبغي أن يقال بعد الصلاة من غير فصل معتبر، إلا

<<  <  ج: ص:  >  >>