باب ما تنطق به الألسنة وتعتقده الأفئدة من واجب أمور الديانات
أخبر ﵀ أن ما ذكره هنا هو ما يعتقد فقط، أو يعتقد ويقال، وهو من الواجبات، فليس في العقائد ما ليس بواجب، ولذلك بين الحكم بقوله من واجب أمور الديانات.
قال الشيخ أحمد بن غنيم النفراوي في كتابه الفواكه الدواني:«وهذا الباب عقده المصنف لبيان ما يجب على المكلف معرفته من علم التوحيد، وقدمه على فن الفقه لتقدمه في الوجوب،،،».
وقال الشيخ عبد المحسن العباد البدر في شرحه عقيدة ابن أبي زيد:«وما ذكره من التنصيص على قول اللسان واعتقاد القلب بين يدي هذه العقيدة؛ لأن ما يعتقد مطلوب فيه أن يكون في القلب، وأن يكون على اللسان، ولا يقال: إنه لم يذكر الأعمال فيشابه مرجئة الفقهاء، لأنه قد ذكر في هذه المقدمة أن الإيمان يكون بالقلب واللسان والعمل»(١).
قلت: إن هذا الباب معقود لبيان الأمور العلمية الاعتقادية، وليست إلا قولا أو اعتقادا أو هما معا، فترجم له بما رأيت من ذكر ما يعتقد ويقال، وسيأتي في كتابه الحديث عما يعمل بالجوارح، فلا حاجة إلى تكلف الإجابة كما ذهب إليه بعض الشراح عما يقال: كيف لم يذكر العمل؟، وأهل السنة يعتبرونه من جملة الإيمان، ولأنه سيذكر أن الإيمان يشمل تلك الأمور الثلاثة.
وقد تفطن لهذا المعنى القاضي عبد الوهاب حيث قال: «وإنما القصد من الكلام في