للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أفضل الصحابة الخلفاء الراشدون]

• قوله:

٣٢ - «وأفضل الصحابة الخلفاء الراشدون المهديون: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، أجمعين».

تقدم الحديث عن أفضلية الصحابة على من بعدهم، لكنهم متفاضلون أيضا فيما بينهم، ومن الأدلة على ذلك قول الله تعالى: ﴿لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى﴾ [الحديد: ١٠]، بل إن النبي في بعض أحاديثه كان يخص بعضهم بوصف الصحبة كقوله : «هل أنتم تاركو لي أصحابي» (١)، وقوله : «الله الله في أصحابي» (٢)، فإنه إنما يخاطب الحاضرين وهم أصحابه، لكنه خص بعضهم برتبة من الصحبة تفوق صحبة غيرهم، وقد صرح بشمول الصحبة للجميع في قوله : «وددت أني لقيت إخواني، قالوا: يا رسول الله ألسنا إخوانك؟، قال: «بل أنتم أصحابي، وإخواني الذين آمنوا بي ولم يروني» (٣)، رواه الإمام أحمد عن أنس، وهو في صحيح الجامع للألباني، فاستفيد منه اختلاف من رآه مؤمنا به عمن لم يره وآمن به في التسمية، إذ وصف من آمن به ولم يره بالأخوة، ومن آمن به ورآه بالصحبة، ويؤخذ منه اشتراط الإيمان حين الصحبة، وفضل الله يؤتيه من يشاء من عباده.

وكما أن الصحبة فضل عظيم، فإن الكفر وإن كان واحدا، إلا أن من حضر عهد


(١) رواه البخاري (٣٦٦١) بلفظ: « … لي صاحبي».
(٢) رواه الإمام أحمد (٢٠٥٤٩).
(٣) رواه الإمام أحمد (١٢٥٧٩)، وهو في «صحيح الجامع» (٧١٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>