للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• قوله:

٣٧ - «وكذلك قيام رمضان نافلة وفيه فضل كبير ومن قامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».

الصلاة في رمضان تدعى صلاة التراويح جمع ترويحة لأنهم كانوا يطيلون القيام فيها ويستريحون بعد كل أربع ركعات، وهي نافلة، والجماعة فيها مستحبة، وهي مستثناة من كراهة النفل جماعة لمجيء السنة بها، ومثلها صلاة العيدين والاستسقاء والكسوف، وهي مشروعة بقول النبي : «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»، رواه الشيخان وأصحاب السنن عن أبي هريرة ، والقيام كناية عن الصلاة، لكن غيرها من قراءة القرآن وذكر الله من جملة القيام، وقد صلى النبي بأصحابه عدة ليال، ثم لم يخرج إليهم خشية أن تفرض عليهم، وبموته زال المانع وكتب الله تعالى أن تحيى هذه السنة فتصلى جماعة على يد عمر بن الخطاب فجمع الناس على قارئ واحد هو أُبَيُّ بن كعب ، واستمر المسلمون على ذلك إلى اليوم، والمذهب أن فعلها في البيوت أفضل إن لم تتعطل المساجد جريا على الأصل في صلاة النافلة، وقد قال النبي : «أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة»، وهو في صحيح البخاري وغيره عن زيد بن ثابت، وقد جاء الحديث في سياق ذكر هذه الصلاة حين امتنع النبي من الخروج، والسبب يدخل فيما ورد بشأنه دخولا أوليا، ولا يعارض هذه الأفضلية بشرطها قول النبي : «إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام ليلة»، رواه أبو داود والترمذي، وسيأتي مزيد بحث في المسألة، أما قيد الإيمان والاحتساب في مغفرة الذنوب بقيام رمضان فيخرج به من صلى للعادة والتقليد وللرياء والسمعة، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>