للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مقدمة الناسخ]

• قوله:

بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، قال أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني وأرضاه

هذا تعريف في المقدمة بالمؤلف، ذُكر فيه كنيته واسمه وكنية أبيه، وموطنه وهو القيروان، أما اسم أبيه فهو عبد الرحمن، وهذا مطلوب، فإن التآليف لا يوثق بها إذا لم يكن أصحابها معروفين. وقد اختلف فيمن قال هذا الكلام، هل هو من جملة ما كتبه المؤلف، كما هي رواية القاضي عبد الوهاب، أو هو كلام لبعض من نسخ رسالته؟، والأخير رجحه يوسف بن عمر الفاسي أحد شراحها حيث قال: «وهي روايتنا، والرواية الصحيحة عدم ثبوتها»، وهكذا قال زروق في خاتمة شرحه، ويؤيد ذلك ما في النسخة التي شرح عليها الشيخ عثمان بن عمر بن سداق، فإنه قال فيها: «قال الشيخ الفقيه أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني -رحمه الله تعالى-»، لا سيما والمؤلف قد ذكر اسمه في آخر كتابه، وهو مما اتفقت عليه الروايات، وقد يكون هو كلام المؤلف زيدت عليه الترضية.

وإذا كان الأمر هكذا فلا حاجة إلى الإجابة عما فيه من التكنية كما هو صنيع الشيخ زروق، والشيخ أبي الحسن، حيث اعتبراها من التزكية، وهي منهي عنها، لأن الله تعالى قال: ﴿فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾ [النجم: ٣٢]، وقد قيل إنه يكره للشخص أن يكني نفسه إلا إن قصد التعريف، لكن من غير المسلم اعتبار التكنية تزكية، وقد كنى النبي أخا لأنس ابن مالك بأبي عمير، وكنى عائشة -رضي الله تعالى عنها- بأم عبد الله، وهذان في الصحيح، وكنى ابن مسعود قبل أن يولد له، فكيف يكنيهم، ثم يكون ذكرهم لهذه الكنية مكروها ولا

<<  <  ج: ص:  >  >>