للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ينهاهم عنه؟، وقال النبي : «تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي» (١).

وقال أهل العلم: إن التكنية عند العرب كاللقب للعجم، وقد كانوا يسرعون إليها سدا لباب التلقيب الذي كان غالبا ما يكون للنبز كما قال الشاعر:

أكنيه حين أناديه لأكرمه … ولا ألقبه والسوأة اللقب

أما الترضية فالأصل فيها قول الله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ [التوبة: ١٠٠]، فشمل بالرضا جميع المهاجرين والأنصار لأن (من) في الآية بيانية، وقيل هي تبعيضية، وعلى الأول فقوله تعالى ﴿وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ﴾ يشمل بقية الصحابة ممن ليسوا مهاجرين ولا أنصارا، إذ لا هجرة بعد الفتح، كما يشمل غير الصحابة ممن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ويدل على أن من بيانية وأن التابعين في الآية يشمل غير المهاجرين والأنصار من الصحابة ، ما رواه أحمد عن مجاشع ابن مسعود أنه أتى النبي بابن أخ له يبايعه على الهجرة، فقال رسول الله : «لا، بل يبايع على الإسلام، فإنه لا هجرة بعد الفتح، ويكون من التابعين بإحسان» (٢).

وجملة جملة خبرية فهي خبر عما قبلها، أما قولنا: فلان فالجملة فيه دعائية، إلا إذا كان المترضى عنه ممن شهد له بالجنة؛ فتحتمل الوجهين، الإخبار والإنشاء، والله أعلم.

وقد ذكر بعض أهل العلم للترضية أصلا من السنة، فلينظر في ثبوته، قال السخاوي قال الخطيب: «والأصل في ذلك حديث جابر: «كنا عند النبي فالتفت إلى أبي بكر فقال: «يا أبا بكر أعطاك الله الرضوان الأكبر»، وحديث أنس: «كنا جلوسا مع النبي فقام، فقام غلام فأخذ نعله فناوله إياه، فقال له رسول الله : «أردت رضا ربك، رضي الله عنك، قال فاستشهد» (٣).


(١) متفق عليه: البخاري (٣٦)، ومسلم (١٦٩) عن أنس وجابر.
(٢) انظر «الصحيحة» للألباني رقم الحديث (٢٩٠).
(٣) «فتح المغيث» للسخاوي: (٢/ ٣٠٤) و «تدريب الراوي» للسيوطي (٢/ ١٣٦)، والحديثان ضعيفان، وقد قيل عن الأول موضوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>