العقيقة من العق، وهو الشق، لأن حلق النسيكة يشق عند الذبح، وقيل أصلها الشعر الذي يكون على رأس المولود، ومنه قول امرئ القيس ينهى امرأة عن التزوج بهذا الذي وصفه بقوله:
أيا هند لا تنكحي بوهة … عليه عقيقته أحسبا
مرسعة بين أرساغه … به عسم يبتغي أرنبا
والبوهة البومة العظيمة، والمراد الضعيف الطائش، والأحسب الذي ابيضت جلدته من داء ففسدت شعرته، ينهاها عن نكاحه لكونه قذرا لا يتنظف، ولا يزيل ما ينبغي من شعر جسده، حتى إن الشعر الذي ولد به ما يزال عليه!، مع جبنه، يدل عليه هذه التمائم التي يعلقها خوفا على نفسه، وهو يدل على أن العرب كانوا يحلقون رأس المولود، لكنهم كانوا يدمونه فأقر الشرع الحلق وأبطل التدمية.
والعقيقة في الشرع «ما يتقرب به إلى الله من النعم شكرا على نعمة الولادة»، ومشهور المذهب أنها مستحبة، لأن النبي ﷺ سئل عن العقيقة، فقال: لا يحب الله العقوق، كأنه كره الاسم، وقال:«من ولد له ولد، فأحب أن ينسك عنه؛ فلينسك، عن الغلام شاتان، مكافئتان، وعن الجارية شاة»،،، الحديث رواه أبو داود (٢٨٤٢) والنسائي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وقد صدر به مالك كتاب العقيقة عن زيد بن أسلم عن رجل من بني ضمرة عن أبيه، لكنه ليس فيه عنده عدد ما ينسك به عن الغلام والجارية، وقد أخذ بعضهم كراهية هذا الاسم من قوله ﷺ:«لا يحب الله العقوق»، مع أنه قال من أحب أن ينسك،،، فلتسم نسيكة أو ذبيحة، والظاهر خلافه لورود اسم العقيقة في كلامه ﷺ، ولينظر هنا ما نقله السندي عن التوربشتي في حاشيته على سنن النسائي، ووجه الدلالة على