للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الصراط]

• قوله:

٢٤ - «وأن الصراط حق يجوزه العباد بقدر أعمالهم، فناجون متفاوتون في سرعة النجاة عليه من نار جهنم، وقوم أوبقتهم فيها أعمالهم».

المراد وجوب الإيمان بالصراط، وهو في اللغة الطريق الواسع، ويستعمل في الطريق المعنوي كثيرا، أما المراد هنا فهو جسر ينصب على جهنم يمر المسلمون عليه ليصلوا إلى الجنة، وقد قيد المرور بالمسلمين الحافظ في الفتح، والشيخ عبد المحسن البدر في شرح عقيدة ابن أبي زيد، والدليل ما في صحيح مسلم من قوله : «فيمر المؤمنون كطرف العين، وكالبرق،،، الحديث» (١)، وسيأتي، وقيل يمر عليه جميع الخلق.

قال الشيخ أبو الحسن شارح الرسالة: «وزعم بعضهم أن الكفار لا يمرون على الصراط لأنهم للنار، والأول ظاهر ما في الصحيحين من قوله : «إنه جسر يضرب على ظهراني جهنم، يمر عليه جميع الخلائق» (٢)، انتهى

قلت: أخشى أن يكون هذا من كلام بعض الناس فظنه حديثا، والله أعلم، ومع هذا فينبغي أن ينظر في المراد بما رواه مسلم عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت: أنا أول الناس سأل رسول الله عن هذه الآية: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (٤٨)[إبراهيم: ٤٨]، قالت: قلت أين الناس يومئذ يا رسول الله؟، قال: «على الصراط»، وهكذا ما رواه أحمد عن ابن عباس عن عاشة بلفظ: «الناس يومئذ على جسر جهنم»، وفيه أنها سألته


(١) متفق عليه: البخاري (٧٩٧٥)، ومسلم (١١٦).
(٢) متفق عليه: البخاري (٨٠٦)، ومسلم (١٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>