للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• قوله:

٧٩ - «ومن الفرائض صون اللسان عن الكذب والزور والفحشاء والغيبة والنميمة والباطل كله قال الرسول : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت»، وقال : «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».

صون اللسان معناه حفظه بحيث لا يقع في شيء مما ذكر ولا في غيره مما هو محرم أو مكروه، والكذب هو الإخبار عن الشيء على غير ما هو عليه، والصدق خلافه، وفي الحديث المرفوع: «عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صِدِّيقًا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا»، رواه أحمد ومسلم والترمذي عن ابن مسعود.

ويجوز الكذب في مواضع ذُكِرَتْ في قول النبي : «لا يحل الكذب إلا في ثلاث: يحدث الرجل امرأته ليرضيها، والكذب في الحرب، والكذب ليصلح بين الناس»، رواه الترمذي عن أسماء بنت يزيد، وقال النبي : «ليس الكذاب بالذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا»، رواه أحمد والشيخان وأبو داود والترمذي عن أم كلثوم بنت عقبة، واختلف هل الكذب المستثنى على حقيقته وإنما رخص فيه لأنه لا مضرة فيه، بل فيه مصلحة، أو أنه التعريض ونحوه.

والزور في الأصل هو الميل عن الحق في القول أو في الفعل، ولذلك قال النبي : «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»، والمراد هنا شهادة الزور، وهو أن يشهد على ما لا يعلم ولو وافق الحق، والفحشاء ما عظم فحشه من

<<  <  ج: ص:  >  >>