١٢ - «ثم ترفع رأسك بالتكبير، فتجلس، فتثني رجلك اليسرى في جلوسك بين السجدتين، وتنصب اليمنى، وبطون أصابعها إلى الأرض، وترفع يديك عن الأرض على ركبتيك، ثم تسجد الثانية كما فعلت أولا».
هذا الرفع من أركان الصلاة، وهو للفصل بين السجدتين، ولا بد فيه من الاطمئنان والاعتدال كما مر في حديث المخطئ صلاته من قوله ﷺ:«ثم اجلس حتى تطمئن جالسا»، وصفة الجلوس بين السجدتين أن تثني رجلك اليسرى، وتنصب رجلك اليمنى وأصابعها إلى القبلة، وتضع يديك على فخذيك، وقد اختلف فيمن لم يرفع يديه عن الأرض هل تصح صلاته أو لا، والمشهور الصحة، ولم يذكر المؤلف هل يفترش المصلي رجله اليسرى أو يتورك، ويبدو لي من حديثه الآتي عن الجلسة الأخيرة حيث قال:«وثنيت اليسرى، وأفضيت بأليتيك إلى الأرض، ولا تقعد على رجلك اليسرى»؛ أنه يرى الافتراش، أو التخيير، وإلا فإن مشهور المذهب أن الجلوس في الصلاة كلها يكون بالتورك.
قال خليل:«والجلوس كله بإفضاء اليسرى للأرض»، وهذا أحد أقوال العلماء في المسألة، والثاني أن الجلوس كله بالافتراش، والثالث أنه كله بالافتراش إلا الجلوس الأخير، وهذا المذهب هو الحق لأن فيه الجمع بين الأحاديث الواردة في وصف صلاة النبي ﷺ بحمل مطلقها على مقيدها، وثمة قول للإمام أحمد بالافتراش في الصلاة ذات الجلوس الواحد، والله أعلم.
وفي الموطإ (١٩٨)(خ/ ٨٢٧) عن ابن عمر: «إنما سنة الصلاة أن تنصب رجلك اليمنى، وتثني رجلك اليسرى،،،»، وهذا كما ترى مجمل لأن ثني اليسرى يمكن أن يكون مع التورك ومع الافتراش، وفيه أن القاسم بن محمد أراهم الجلوس في التشهد فنصب رجله اليمنى، وثنى رجله اليسرى، وجلس على وركه الأيسر، ولم يجلس على قدمه، ثم