للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• قوله:

٤ - «وماء السماء، وماء العيون، وماء الآبار، وماء البحر طيب طاهر مطهر للنجاسات».

لعل المؤلف إنما سرد هذه الأنواع ليرد على من خالف في بعضها، كما سيأتي، فإن أصل الماء كله أنه أنزل من السماء، كما قال الله تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ﴾ [المؤمنون: ١٨]، وقد حكم الله تعالى بطهوريته، فيكفي ذلك دليلا على صلاحيته، وقال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ﴾ [الزُّمَر: ٢١]، وتغير المكان الذي يعثر فيه على الماء لا يخرجه عن الحكم الذي ناطه الله تعالى به وهو كونه طاهرا، ومن العجب أن يذهب بعضهم إلى عدم الطهارة بماء الآبار اعتمادا على أن الله تعالى إنما وصف بالطهور الماء المنزل من السماء، ولعله لذلك تكلف بعضهم الاستدلال على صلاحية ماء الآبار بحديث بئر بضاعة، والمسألة إجماعية فلا داعي لتكلف الاستدلال عليها، فإن الله تعالى شرع الانتقال للتيمم لمن لم يجد ماء كما تقدم، ومجرد انتقال الماء من مكان إلى مكان، لا يسلبه الوصف الذي خلقه الله عليه، بل حتى انتقاله من صورة إلى صورة لا يغير من الأمر شيئا، وفي الحديث الصحيح في دعاء الاستفتاح: «اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد»، وقال خليل في مختصره: «وإن جمع من ندى أو ذاب بعد جموده».

وقد ذهب بعض العلماء إلى عدم التطهر بماء زمزم لكونه قد وصف بأنه طعام في قوله : «طعام طعم، وشفاء سقم»، وقد تطهر الصحابة بالماء الذي نبع من بين أصابع النبي ، وهو أشرف من ماء زمزم، وروى عبد الله بن أحمد في زوائد مسند أبيه عن علي بن أبي طالب أن رسول الله دعا بسجل من ماء زمزم فشرب منه وتوضأ»، وخير الهدي هديه، وفعله قدوة.

<<  <  ج: ص:  >  >>