للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• قوله:

١٣ - «والاستئذان واجب فلا تدخل بيتا فيه أحد حتى تستأذن ثلاثا فإن أذن لك وإلا رجعت».

الاستئذان طلب الإذن، والمراد هنا طلب الإذن بدخول محل لا يملكه المستأذن، هكذا عرفه الحافظ، وهو غير جامع، لعدم دخول ما يملك منفعته كالمكترى.

وهو واجب فيحرم دخول بيت الغير من غير إذن، لا فرق بين كون الباب مفتوحا، أو موصدا، وإنما ذكر الاستئذان بعد السلام لأنه مرتبط به فإنه مما يقال في الاستئذان، بل ترجم البخاري بالاستئذان وحده، قال الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٢٧) فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (٢٨) لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (٢٩)[النور: ٢٧ - ٢٩]، قال مالك: «الاستئناس فيما نرى والله أعلم الاستئذان»، انتهى.

وروى مالك والشيخان عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله قال: «الاستئذان ثلاث، فإن أذن لك وإلا فارجع»، وينبغي أن يكون الاستئذان مصحوبا بالتسليم لما رواه أبو داود عن ربعي بن حراش قال: حدثنا رجل من بني عامر أنه استأذن على النبي وهو في بيت فقال: أألج»؟، فقال النبي : «اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان فقل له: قل السلام عليكم أأدخل»؟، فسمعه الرجل فقال: «السلام عليكم، أأدخل»؟، فأذن له النبي فدخل»، وصفة الاستئذان أن يقول السلام عليكم أأدخل؟، ثلاثا، فإن علم أن من بالبيت لم يسمعه فله أن يزيد على ذلك، قال مالك: الاستئذان ثلاث، لا أحب أن يزيد أحد عليها، إلا من علم أنه لم يسمع، فلا أرى بأسا أن يزيد إن استيقن أنه لم يسمع»، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>