الجمعة بضم الجيم والميم، وبسكون الميم وبفتحها أيضا، وكأن الفتح لأنها تجمع الناس ويكثرون فيها، وقد كان هذا اليوم في الجاهلية يدعى يوم العروبة، وهدى الله المسلمين إليه بعد أن ضل عنه أهل الكتاب، وخصه الله تعالى بخصائص منها ما جاء في قول النبي ﷺ:«خير يوم طلعت عليه الشمس؛ يوم الجمعة: فيه خلق آدم، وفيه أهبط، وفيه تيب عليه، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة،،، الحديث»، رواه مسلم وأبو داود (١٠٤٦) والترمذي (٤٩١) عن أبي هريرة، ومما ذكر في الحديث:«وفيه أدخل آدم الجنة، وفيه أخرج منها، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، وهو عيد المسلمين الأسبوعي، لذلك نهوا عن إفراد يومه بالصيام، ونهوا عن اختصاص ليلته بالقيام، وشرع لهم صوم يوم السبت والأحد وهما عيدان للمشركين لمخالفتهم، وأخبر الصادق المصدوق أن هذا اليوم «فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يصلي فيسأل الله شيئا إلا أعطاه الله إياه»، وشرع فيه الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ، والتنفل منتصف النهار على خلاف بقية الأيام، وخصه الله تعالى بهذه الصلاة التي يشترط في صحتها الجماعة، وأوجب عليهم جميعا حضورها إلا من استثني، وحرم عليهم بالنداء البيع وسائر ما يشغل عنها، وأوجب الإنصات فيها للخطبة ليتعلموا دينهم منها، وسماها ذكرا، ومنع التنفل اثناءها، وشرع لحضور مجمعها الاغتسال والتزين والتطيب، وندبهم إلى التبكير إليها، وقد قال النبي ﷺ:«أفضل الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة» رواه أبو نعيم في الحلية، وهو في الصحيحة، فله الحمد على ما أولى وأسدى.