١ - «والإحرام في الصلاة أن تقول: الله أكبر، لا يجزئ غير هذه الكلمة».
الإحرام معناه الدخول في الصلاة، ولا يدخل المرء فيها فرضا كانت أو نفلا أو سنة؛ إلا بالتكبير، بل بقوله:«الله أكبر»، لا يجزئ غيره من صفات الله تعالى، ففي حديث علي بن أبي طالب أن النبي ﷺ قال:«مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم»، رواه أبو داود (٦١) والترمذي وفيه محمد بن عقيل، وقد قواه البخاري، وقال ابن العربي: سند أبي داود صحيح، والمفتح والمفتاح بكسر الميم؛ آلة الفتح، جمعهما مفاتح ومفاتيح، والمراد أن الطهور بمثابة المفتح للصلاة، فلا تفتح لمن لم يتطهر، ولا يؤذن له فيها، وأن دخولها والشروع فيها يكون بالتكبير، حيث تحرم عليه أمور كانت مباحة له قبل ذلك، وأن تحليلها أي الخروج منها يكون بالتسليم، فيعود المكلف به إلى ما كان عليه قبل الدخول فيها، فدل هذا الحديث مع فعله ﷺ حيث كان يقول الله أكبر على عدم كفاية غير هذا اللفظ للدخول في الصلاة، قال في المدونة:«ولا يجزئ من الإحرام في الصلاة إلا الله أكبر»، وقال سحنون في المستخرجة:«من قال في إحرامه: «الله أجل»، «الله أعظم»، «الله أعز»، لم يجزه، وأعاد أبدا».
والإحرام مركب من ثلاثة أمور لا بد منها حتى يدخل المرء في الصلاة: عقد بالقلب وهو النية، أي العلم بأنه يصلي الصلاة المعينة لله تعالى، وقول وهو التكبير، وفعل وهو استقبال القبلة، ولا بد أن تقارن النية التكبير والاستقبال، وتأخر النية والاستقبال عن التكبير مضر، وتقدم النية على التكبير بكثير كذلك، والأفضل المقارنة، والتام منها عسير.
وفي الموطإ (١٧٤) عن البياضي أن رسول الله ﷺ خرج على الناس وهم يصلون، وقد علت أصواتهم، فقال:«إن المصلي يناجي ربه، فلينظر أحدكم بم يناجيه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن».