للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• قوله:

٠٢ - «والسواك مستحب مرغب فيه».

السواك ككتاب جمعه سُوك ككتب، هو الآلة التي يستاك بها، وقيل يطلق عليها وعلى الفعل، والفعل هو المراد من كلام المؤلف، إذ لا تكليف إلا بفعل، ويقال استاك وتسوك، قال:

إذا هي لم تستك بعود أراكة … تنخل فاستاكت به عود إسحل»

ولم يذكر المؤلف وقت الاستياك لأنه مطلوب مرغوب مطلقا، لكن ذكرَه مقرونا بالوضوء يدل على مراده، والمشهور استحبابه، والظاهر أنه سنة على اصطلاحهم، لأن ما ذكروه في تعريفها موجود فيه، وقد قال النبي : «أمرت بالسواك حتى خشيت على أسناني»، رواه الطبراني عن ابن عباس، وعند البزار عن أنس: «حتى خشيت أن أدرد»، والدرد سقوط الأسنان، وعن حذيفة قال: «كان رسول الله إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك»، رواه أحمد والشيخان وأبو داود والنسائي وابن ماجة، والشوص دلك الأسنان وتنقيتها، وعن شريح بن هانئ قال سألت عائشة -رضي الله تعالى عنها-: «بأي شيء يبدأ النبي إذا دخل بيته»؟، قالت: بالسواك»، رواه مسلم وأبو داود وغيرهما، وقال : «السواك مطهرة للفم مرضاة للرب»، رواه أحمد عن أبي بكر، وجعله في صحيح فقه السنة من مسند عائشة فانظره، ومطهرة بفتح الميم مصدر ميمي موضع التطهير بمعنى مطهر، ومرضاة للرب مرض له، ويدل على تأكده مع الصلاة والوضوء قوله : «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة»، رواه مالك وأحمد والشيخان وأبو داود والترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة، وليس في الموطإ عند كل صلاة، وصح أيضا مرفوعا بلفظ: «مع كل وضوء»، وهو في صحيح البخاري معلقا بلفظ نحوه، وفي الموطإ موقوفا، وفيه دليل على أن أصل دلالة الأمر الوجوب، وأن النبي إذا ترك اشتراع شيء إشفاقا على أمته بَيَّنَهُ، كما

<<  <  ج: ص:  >  >>