٢١ - «ولا بأس بإنشاد الشعر وما خف من الشعر أحسن ولا ينبغي أن يكثر منه ومن الشغل به».
إنشاد الشعر ذكر شعر الغير، ولا بأس به إذا لم يغلب على المرء، وكان في حق كالنصرة، وتدارس العلوم، والاستشهاد للغة، وقد تقدم الكلام عليه في أثناء الحديث عن الغناء، وإنشادِ الشعر في المسجد، أما نظمُ الشعر فكذلك إذا كان لنصرة الحق، والحث على الخير، وتدوين العلم، لأن النظم أيسر في الحفظ.
لكن نظم المؤلفات المنثورة لا حاجة إليه، لأن النثر أقرب وأيسر للفهم، فإذا نظم احتاج إلى شرحه أكثر من حاجة النثر لذلك، فإن مجال القول في النظم ضيق، لحاجة متعاطيه إلى الاقتصار والاختصار، فلنشتغل بأمر آخر، ولنترك هذا الترف الفكري كما أسميه.
ومهما يكن فإن الإكثار من الاشتغال بالشعر خلاف الصواب لأن غالبه مبالغات فيفضي بمن غلب عليه إلى ما لا تحمد عقباه، ويشغبه عما ينبغي أن يشاغل به.