دليل التلقين قول النبي ﷺ:«لقنوا موتاكم قول لا إله إلا الله»، رواه مسلم وأصحاب السنن الأربعة: د/ ٣١١٧)، والمراد بالموتى من حضرهم الموت، من تسمية الشيء بما يؤول إليه، فهو مجاز، ولا إله إلا الله أفضل ما قاله رسول الله ﷺ، والنبيون من قبله، ومن كانت آخر كلامه دخل الجنة، كما جاء في الحديث الصحيح عن معاذ بن جبل مرفوعا:«من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة»، رواه ومسلم وأبو داود (٣١١٦)، ولذلك كان مطلوبا أن يذكر بها المسلم في غمرات الموت حتى يموت عليها، والظاهر الاكتفاء بشطرها هذا دون شطر الشهادة لنبينا محمد ﷺ بالرسالة، لأن الملقن مسلم موحد وإنما الغرض تذكيره بكلمة التوحيد، ولأن هذه الكلمة بشطرها الأول جاء الحث على قولها في أدبار الصلوات، وكونها تقال عشرًا بعد المغرب والعشاء، وقال رسول الله ﷺ:«من قال لا إله إلا الله مائة مرة غفر الله ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر»، ولفظ أبي داود كما رأيت فيه لقنوا موتاكم «قول لا إله إلا الله».
وقد رأيت بعض الشراح إذا ذكروا حديث التلقين المتقدم أثبتوا معه شطر الشهادة الثاني، وهو لا وجود له في شيء من الروايات، ومن المثبتين له الشيخان زروق، والخراشي، ومن تتبع أحاديث التلقين ورواياتها أيقن أن المقصود خصوص الشطر الأول، ولا يتسع المقام لبسط ذلك، وإنما توقفت عند هذا الأمر لأن بعض من لا علم عنده شنع علينا بتقولات لا تمت إلى العلم بصلة، ولذا فإني أوصي بعدم الخوض مع الناس في مثل هذه المسألة.
قال المناوي في فيض القدير:«وظاهره أنه لا يلقن الشهادة الثانية، وذلك لأن القصد ذكر التوحيد والصورة أنه مسلم، فلا حاجة إليها، ومن ثم وجب تلقينهما للكافر»، انتهى.
قلت: أما عرض النبي ﷺ لا إله إلا الله على عمه أبي طالب لما احتضر كما في