هاتان الجملتان منتزعتان من قوله تعالى في سورة الحديد: ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٣)﴾ [الحديد: ٣]، وفيها إثبات أربعة أسماء لله تعالى، فاسمه الأول يدل على القدم والأزلية، والآخر يدل على البقاء والأبدية، والظاهر على العلو والعظمة، والباطن على القرب والمكانة، قاله الشيخ هراس في شرحه للواسطية.
وجاء في شرح معنى هذه الأسماء (١) قول النبي ﷺ إذا أوى إلى فراشه: «اللهم رب السموات السبع ورب الأرض، رب كل شيء، فالق الحب والنوى، منزل التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عني الدين وأغنني من الفقر».
ومعنى كلام المصنف أن الله تعالى لم يسبقه عدم، ولا يلحقه عدم، والمخلوقات كلها وجدت بعد أن لم تكن بإيجاد الله تعالى إياها، ثم تفنى، فلها بداية ونهاية، ولا اعتراض على هذا بدوام الجنة والنار وأهلهما، لأن بقاء الله تعالى لازم لذاته، وبقاء غيره بمشيئته سبحانه وإرادته، والجنة والنار من عالم الغيب، وهما مخلوقتان.
قال الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله: وقول ابن أبي زيد: «ليس لأوليته ابتداء،