٩ - «وله الأسماء الحسنى، والصفات العلى، لم يزل بجميع صفاته وأسمائه، تعالى أن تكون صفاته مخلوقة، وأسماؤه محدثة».
الاسم هو ما دل على الذات كاسم الجلالة، والصفة ما دل على ذات موصوفة بتلك الصفة، لكنك قد علمت أن اسم الجلالة من أله يأله إذا عبد، فأسماؤه تعالى كلها مشتقة.
قال القاضي عبد الوهاب:«فيه رد على المبتدعة والرافضة وغيرهم من ضروب المبتدعة النافين لصفات ذاته تعالى من علمه وقدرته، وسائر صفاته، والزاعمين أنه لا علم له، ولا قدرة، ولا حياة،،،»، انتهى.
واعلم أن المؤلف قد قدم إثبات الأسماء الحسنى والصفات العلى لله تعالى على الرد على المخالفين من القائلين بحدوث بعض الصفات، أو النافين لها، وهذا هو المطلوب في التعليم: يبين الحق أولا، ثم يرد على المخالف، وقد لا يحتاج مع بيان الحق إلى هذا الرد، ولا سيما في المحيط المناوئ، والمخالفون في هذه المسألة متفاوتون، فإن منهم من نفى الصفات، ومنهم من أثبتها، لكن جعل بعضها محدثا.
قال القاضي عبد الوهاب:«واعلم أن الكلام في أن صفات ذاته تعالى غير مخلوقة ولا محدثة يجب أن يتأخر عن الكلام في إثباتها والرد على نافيها»، أي لأن النافي شر من القائل بالحدوث، فيقدم الأهم على المهم، وإن كان كل منهما مخالفا للحق.
والحسنى، مؤنث الأحسن، والعُلى جمع العُليا بضم العين، لا العَلياء الممدودة كما في حاشية الشيخ علي الصعيدي، وهما أفعل تفضيل.