للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[خامسا: خطة الشرح]

هذه بعض خصائص رسالة ابن أبي زيد وهذه صلتي بها، فأنا مشدود إليها بالعاطفة قديما، ومشدود إليها ببعض تلك الخصائص حديثا وقديما، فكان أن تاقت نفسي إلى أن أضع عليها شرحا وجيزا، عسى أن أسلك به في موكب خادمي العلم، معترفا مع ذلك بقلة زادي، وضآلة عتادي، سائلا ربي أن يجبر كسري، ويضع عني إصري، وأن ينفع به كما نفع بما تقدمه مما كتبه أهل العلم من شروح، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب، وقد اتبعت في هذا الشرح الخطة الآتية:

١ - جزأت أبواب الكتاب إلى فقرات، وترجمت في جزء العقيدة لكل فقرة بما يبين ما تحتها باختصار، مع رقم متسلسل للفقرات في كل باب كما رقمت الأبواب.

٢ - تكلمت على الفقرة جملة، فاصلا إياها عن الشرح، ولم ألتزم منهجا واحدا، فقد أقدم بعض الكلام على الشرح وقد أشرع فيه مباشرة، وقد ابتعدت عن طريقة مزج الشرح بالأصل كما سار عليه فريق من العلماء، فاضطروا إلى تقدير المحذوفات، وبيان الإعراب، وصرفوا كثيرا من اهتمامهم إلى شرح الكلمات، وإنما اجتنبت هذا لما فيه من صعوبة التفريق بين كلام المصنف وكلام الشارح، وكذا ما يصحبه من التعقيد الناتج عن المزج، لكني قد أتعرض لشرح بعض الكلمات للحاجة إليها.

وقد رأى بعض العلماء أن طريقة المزج أولى، لأنها أبلغ في إظهار المعنى، ومنهم الإمام السخاوي في شرحه الحافل لألفية شيخه زين الدين العراقي، فقد قال مبينا منهجه: «سابكا لها فيه بحيث لا تتخلص منه إلا بالتميز لأنه أبلغ في إظهار المعنى، تاركا لمن لا يرى حسن ذلك في خصوص النظم والترجيز لكونه إن لم يكن متعنتا لم يذق الذي هو أهنى».

وقد اعتمد نهج الفصل بين المصنف والشرح علماء آخرون منهم الخرشي في شرحه لمختصر الشيخ خليل، وسار عليه القاضي عبد الوهاب في شرحه للرسالة، والشيخ أحمد زروق وقاسم بن عيسى بن ناجي وغيرهم كثير، ولم يكن هذا المنهج معروفا عند المتقدمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>