٢١ - «وأن الله سبحانه قد خلق الجنة فأعدها دار خلود لأوليائه، وأكرمهم فيها بالنظر إلى وجهه الكريم، وهي التي أهبط الله منها آدم نبيه وخليفته إلى أرضه، بما سبق في سابق علمه، وخلق النار فأعدها دار خلود لمن كفر به، وألحد في آياته وكتبه ورسله، وجعلهم محجوبين عن رؤيته».
المعنى أنه يجب الإيمان بأن الجنة والنار مخلوقتان، وأنهما موجودتان، الأولى أعدها الله دار كرامة لأوليائه يتنعمون فيها بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، والثانية أعدها الله لمن كفر به، وكذب برسله، ولمن شاء من عباده ممن يعذبون فيها، ثم يخرجون كما تقدم.
والمراد بالأولياء هنا مطلق المؤمنين الموحدين، وإن كان التفاوت بينهم عظيما في تقوى رب العالمين، فهؤلاء هم أهل الجنة، لا خصوص من له درجة عليا في تقوى الله وطاعته، أو من ظهرت على يده الكرامات والخوارق كما هو السائد عند العامة في معنى الأولياء، على أنهم كثيرا ما يطلقون اسم الولي على من لا يعرف من الشرع ولا يلتزمه إلا في القليل، ولا يكون ما ظهر على يده كرامة بل استدراجا.
إن موالاة الله درجات، يرقاها العبد بمقدار تقربه إليه، بفعل مراضيه ومحابه، واجتناب مكارهه ومساخطه، كما قال الله تعالى في الحديث القدسي الذي انفرد به البخاري عن أبي هريرة عن النبي ﷺ عن رب العزة قال: «وما يزال عبدي يتقرب إلي