يريد أنه يكره كراهة تحريم أن يجلس المرء إلى من هو متلبس باللعب بالنرد والشطرنج، أو يتفرج عليه لأن فيه تكثيرا لسواد أهل الباطل، وإقرارا بالمعصية، وهو مطالب بإنكارها ولو بقلبه، ثم إنه مقدمة للانخراط فيها والاشتغال بها، وتعريض النفس للتهمة، وهذت يجري عي كل محرم.
وقد قال رسول الله ﷺ:«مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير … الحديث»، وهذا في الجليس الذي سوؤه كامن فيه فكيف بمن يزاول السوء؟، وليس الأمر بمقصور على لاعبي النرد والشطرنج بل مثلهم كل من كان ملابسا لمعصية، فإن الجلوس مع مرتكبيها والتفرج عليهم مباشرة أو عن طريق الصور المنقولة غير جائز، ومفاسده لا تخفى، وما أكثره في عالم اليوم.
وقد روى أبو داود وابن ماجة عن ابن عمر قال:«نهى رسول الله ﷺ عن مطعمين: عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر، وأن يأكل الرجل وهو منبطح على بطنه».
ومما يدل على ذلك أن وليمة النكاح إذا دعي إليها المرء وكان فيها ما يكره فلا يشرع له الذهاب إلا ليأمر أو ينهى، فكيف بحضور المعصية التي لم تخالطها مصلحة؟، وفي سنن الدارمي عن جابر ﵁ قال، قال رسول الله ﷺ:«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس إلى مائدة يشرب عليها الخمر».
واعلم أن اللعب إذا كان منهيا عنه لنفسه كالنرد فأمره واضح، فإن لم يكن كذلك، ولم تكن فيه مقامرة؛ فإن كانت فيه مصلحة بلا مضرة فهو جائز، وما أفضى منه إلى حرام؛ فهو حرام، لأنه سبب لنشر الشر والفساد.
ولعب الكره من اللهو الذي فتنت به الأمة أيما افتتان ولا يصح الاختلاف في منعه لكونه إجارة على اللهو، وهي غير جائزة، وهذا كاف في منعه، على أنه لو كان جائزا فإن ما