١٢٩ - «وكل ما ضيع من فرائضه فليفعله الآن وليرغب إلى الله في تقبله ويتوب إليه من تضييعه».
الأصل في ذلك قول النبي ﷺ:«من نسي صلاة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها»، رواه أحمد والشيخان والترمذي عن أنس، وهو في الموطإ نحوه مرسلا عن سعيد بن المسيب وزيد بن أسلم، ولحديث ابن عباس ﵄، قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهر، أفأقضيه عنها؟ قال:«نعم، قال: فدين الله أحق أن يقضى»، وهو عموم ليس فيه فرق بين منسي ومتروك، ويدخل فيما يقضيه زكاة المال وزكاة الفطر، والكفارات المختلفة، والصلوات التي نسيها، أو تركها عمدا عند الجمهور بناء على أن التارك غير كافر، وكذلك صيام رمضان، وهكذا من أخر الحج بناء على أنه واجب على الفور كما هو الحق، فليفعل ذلك كله ويتوب إلى الله من تأخيره أو تركه، فإن كان عاجزا عن الحج مثلا، أناب من يحج عنه، يقضي ذلك كله متى علم المتروك، فإن لم يستيقن عدده أو مقداره تحرى، وقد روي عن مالك أن تارك الصلوات عمدا لا يقضيها، وأنكره عياض، قال ابن ناجي:«وإنكار عياض لا ينفيه، لأن من حفظ مقدم على من لم يحفظ لقلة الناقلين، ولاطلاع بعضهم على ما لم يطلع عليه الآخر، قال سند: يتخرج على قول ابن حبيب لأنه مرتد تاب»، انتهى.
ومن الفرائض التي ينبغي أن يتداركها حقوق الناس كالذي أخذه على وجه الربا ورد الدين ولينب من المماطلة، وكذا ما سرقه أو غش فيه أو غصبه أو أخذه بالقمار وما إلى ذلك.