٢ - «ثم قرأ قراءة طويلة سرا، بنحو سورة البقرة، ثم يركع ركوعا طويلا نحو ذلك، ثم يرفع رأسه يقول سمع الله لمن حمده، ثم يقرأ دون قراءته الأولى، ثم يركع نحو قراءته الثانية، ثم يرفع رأسه يقول سمع الله لمن حمده، ثم يسجد سجدتين تامتين، ثم يقوم فيقرأ دون قراءته التي تلي ذلك، ثم يركع نحو قراءته، ثم يرفع كما ذكرنا، ثم يقرأ دون قراءته هذه، ثم يركع نحو ذلك، ثم يرفع رأسه كما ذكرنا، ثم يسجد كما ذكرنا، ثم يتشهد ويسلم».
جاء في الأحاديث كيفيات عدة لصلاة الكسوف، وذلك يدل على أنها تكررت في حياة رسول الله ﷺ، وفيه خلاف، وبعض الأحاديث فيه بيان أنه صلاها يوم موت ابنه إبراهيم ﵇، حيث كسفت الشمس فقيل كسفت لموته، فصلى بهم، ثم خطب فقال:«إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله، فإذا رأيتم فصلوا، وادعوا»، وفيما قال ﷺ إبطال لما ظن بعضهم من أن للكواكب تأثيرا في الأرض وما عليها، بل جميع ما يقع من فعل الله تعالى وخلقه، لكن ما زال هذا الاعتقاد الباطل يروج على كثير من الناس، ويصنفهم أهل الدجل في أبراج، ويتكهنون لهم، ويذكرون لهم بخوتهم وحظوظهم، وموت إبراهيم ﵇ كانت قبل وفاة النبي ﷺ بأربعة أشهر، وقد ذكر بعض أهل الفلك أن الشمس قد كسفت بالمدينة يوم الإثنين (٢٩) شوال سنة عشر من الهجرة، الموافق للسابع والعشرين من شهر جانفي (٦٣٢) في الساعة الثامنة وثلاثين دقيقة.
وقد سلك العلماء إزاء تعدد كيفيات هذه الصلاة مسالك، فمنهم من رجح بعض الكيفيات على بعض، ومنهم من خير فيما ثبت منها، ورد بعض الكيفيات إلى وهم الرواة، والكيفية المذكورة هي أرجح الكيفيات الواردة في الأحاديث من حيث الثبوت، وهي في