وعمره سبع وعشرون سنة، والأمر في حاجة إلى التأكد من سنة ميلاد المقترح، ومن سن المرلف الذي ألفها فيه، ثم من معرفة النسخة التي انتشرت بين الناس، أهي الأولى أم الثانية؟.
[٣ - العناية بتعليم الصغار]
وقد رمى بكتابتها إلى أن تعتمد في تعليم الصغار، وهو ما بينه في مقدمتها حيث قال:«،،، لما رغبت فيه من تعليم ذلك للولدان، كما تعلمهم حروف القرآن، ليسبق إلى قلوبهم من فهم دين الله وشرائعه ما ترجى لهم بركته، وتحمد لهم عاقبته»، وقال في ختامها:«لقد أتينا على ما شرطنا أن نأتي به في كتابنا هذا مما ينتفع به إن شاء الله من رغب في تعليم ذلك للصغار، ومن احتاج إليه من الكبار».
وقد استحسن القاضي عبد الوهاب هذا من المؤلف حيث قال وهو بصدد شرح قوله:«وأرجى القلوب للخير ما يسبق الخير إليه»، قال:«وهذا حجة لأبي محمد فيما رسمه في هذا الكتاب من تعليم الولدان، ولهذا قال بعض السلف: «لا تمكن زائغ القلب من أذنيك حراسة للقلب أن يطرقه من ذلك ما يخاف أن يعلق به».
وقد بين ابن أبي زيد ﵀ ما للتعليم في الصغر من أهمية علمية وخلقية ونفسية في مقدمة رسالته، ما أحوجنا إلى أن نلتزمها حتى نجتنب هذه الهزات التي تغشانا بين الحين والحين، نتيجة التعليم المتعجل، وبواسطة هذه الوسائل الحديثة التي جلبت معها شرا كثيرا، على رأسه افتقار المعتمدين عليها إلى الأدب، والتدرج في اكتساب المعلومات، والتحلي بفضائل الأناة والصبر، ووضع خلاف المخالف في الحسبان حين مناقشة المسائل، فقد نبه إلى ضرورة تحفيظ الصبيان كتاب الله، وتعليمهم العقائد الصحيحة، وتدريبهم على الصلاة وغيرها من أمور الدين حتى يرتاضوا على أعمال الخير ويتعودوها، فلا يأتي عليهم البلوغ إلا وقد مالت إليها نفوسهم، وأنست بفعلها جوارحهم.
وإني لأعجب أن تكون هذه الرسالة موجهة في أصل وضعها لتعليم الولدان، وهي الآن مما يستثقله بعض الكبار، مما يدل على المستوى العلمي الذي كان عليه الصغار في